"أطباء بلا حدود" تُحمل مؤسسة أمريكية وإسرائيل مسؤولية سقوط ضحايا في غزة
خلال توزيع مساعدات
أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود"، الأحد، أن عدداً من الجرحى الذين عولجوا في مستشفى ناصر في خان يونس، أفادوا بأنهم تعرضوا لإطلاق نار "من جميع الجهات" خلال وجودهم في نقطة توزيع مساعدات غذائية بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وأوضحت المنظمة في بيان أن الرصاص أُطلق من طائرات مسيّرة ومروحيات وزوارق حربية ودبابات، بالإضافة إلى جنود إسرائيليين على الأرض، بحسب شهادات المصابين وفقاً لوكالة فرانس برس.
"مساعدات تتحول إلى فخ مميت"
وألقت المنظمة اللوم على طريقة إدارة توزيع المساعدات من قبل "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي كيان مدعوم أمريكياً، ووصفتها بأنها "غير إنسانية وعديمة الفعالية".
قالت كلير مانيرا، منسقة شؤون الطوارئ في المنظمة، إن هذا النظام "أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المدنيين، وهو ما كان بالإمكان تفاديه تماماً".
31 قتيلاً وأكثر من 170 جريحاً
أعلن الدفاع المدني الفلسطيني استشهاد 31 شخصاً على الأقل، وإصابة 176 آخرين خلال الحادثة.
وأفاد شهود عيان بأن القوات الإسرائيلية هي من أطلقت النار، في حين نفت تل أبيب ومؤسسة غزة الإنسانية مسؤوليتها، معتبرة التقارير "مفبركة".
شهادات من داخل المستشفى
رصدت "أطباء بلا حدود" حالة الذعر والفوضى داخل مستشفى ناصر، حيث قالت نور السقا، المسؤولة الإعلامية للمنظمة، إن الممرات كانت "مكتظة بالمصابين، وثيابهم ملطخة بالدماء، مع آثار واضحة للطلقات على أطرافهم".
وفي شهادة مؤلمة، قال منصور سامي عبدي، وهو أب لأربعة أطفال: "تشاجر الناس على خمس منصات للتوزيع فقط، قالوا لنا خذوا الطعام، ثم بدأ إطلاق النار من كل حدب وصوب.
ركضت لنحو 200 متر قبل أن أشعر بالرصاصة. هذه ليست مساعدات، إنها كذبة كبيرة."
ردود إسرائيلية وأمريكية متضاربة
قال الجيش الإسرائيلي، في بيان، إن "تحقيقاً أولياً لم يثبت إطلاق نار على مدنيين قرب أو داخل نقطة التوزيع"، واصفاً التقارير بـ"الكاذبة".
من جانبها، عدّت “مؤسسة غزة الإنسانية”، "حركة حماس تروج لمعلومات مفبركة لتقويض الجهود الإنسانية"، بحسب المتحدث باسمها.
لكن "أطباء بلا حدود" شددت على أن إيصال المساعدات يجب أن يتم فقط من خلال منظمات إنسانية موثوقة وقادرة على العمل بأمان وفعالية، وليس من خلال "كيانات ذات طابع عسكري أو سياسي".
تُدار بعض عمليات توزيع المساعدات في جنوب غزة حالياً من خلال مؤسسة تُعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مبادرة مدعومة من الولايات المتحدة ضمن خطة تقول تل أبيب إنها تهدف إلى تجاوز ما تعده "تحكم حماس" بالمساعدات.
لكن منظمات دولية مثل "أطباء بلا حدود" و"الأونروا" انتقدت هذه الآلية بشدة، معتبرة أنها تُعرض المدنيين لأخطار هائلة، وتخلق ما وصفته الأمم المتحدة بـ"الندرة المُهندسة".
الحادثة الأخيرة تأتي في سياق كارثي، حيث يعاني مليون طفل في غزة من الجوع الحاد، في حين يُحرم القطاع من مساعدات كافية بسبب الحصار وتكرار استهداف نقاط الإغاثة.